كيف يحصل تدني الذات؟
- إن كثيـرًا من المشكلات الطفولـية الباكـرة تنجـم عن الشعـور بانخفـاض اعتبــار الذات، فالشعور الذي يحمله الأطفال نحو أنفسهم هو أحد محددات السلوك بالغة الأهمية، وشعور الطفـل بـأنه شخـص بلا قيمة يفتقر إلى احترام الذات يؤثر في دوافعـه و اتجاهاته و سلـوكه، فهو ينظر إلى كل شيء بمنظار تشــاؤمــي، وإذا الاحــظ الله مؤشــرات انخفــاض اعتــبـار الذات لـدى أطفــالهم فــإن لـهم كل الـمسـوغ للشعور بالقلق، فالأطفال ينبغي أن يحملوا شعـورًا جيـدًا نحو أنفسـهم، أي أن يكــون لديـهم مفــهوم إيجابي عن الذات.
- يمكــن التعـرف إلى صــورة الـذات ( image-self ) مـن خــالل الإجابة على ثالثــة أسـئلـة : ( من أنـا؟ () كيف أقوم بعملي؟ ( ) كيف أقوم بعملي مقارنة مع الآخرين (، وتقاس قيمة الذات عـادة بالأداء فـي المدرسة وفي العمل وفي العالقات الاجتماعية؛ ففي مجتمع يهتم بالتحصيل تعد الكفاءة والإنتاجية النسبية مؤشرات لقيمة الشخص،
- وتبرز أهمية الطريقة التي ينظر فيهـا الأطفال لأنفسهم فـي الـمصطلح الـذي يستخــدم للإشارة إلـى الأشخــاص الذيــن يتخـصـصـــون في الــعمــل مــع الأطـفــال، وهـو مصطــلح ( أخصــائـي اعتبار الــذات -self specialist esteem ) .
- ومــن المــهـم ملاحــظــة أن اعتبـــار الذات لا يبـقــى ثابتــًا بل يـتــراوح علـى مـدى واســـع، وأن الشـعـور الإيجـــابي ينــبع من اإلنجــاز والمديـح والانتماء للمجموعة، لذا فإن الشعور الإيجابي جدًا أو السلبي جدًا نحو الذات يختلف باختلاف نواتج محددة
- إن الأطفال الذين يفتقرون إلى الثقة بالذات لا يكونون متفائلين حول نواتج جهودهم، فهم يشعرون بالعجز والنقص والتشاؤم ويفقدون حماسهم بسرعة، وتبـدو الأشـــياء بالنسبـة لهـم وكأنــهـا تــسير دائمــًا بشكـل خاطـئ، وهم يستسلمـون بسهولـة وغـالبًا ما يشعرون بالخوف، ويصفون أنفسهم بصفات مثل : سيئ وعاجز. ويتعاملون مع الإحباط والغــضـب بطريقــة غــير مناسـبـة، إذ يتوجــهــون بسلوك انتــقامي نحــو الآخرين أو نحو أنفسهم، ولسوء الحظ فإن سلوكهم يؤدي عادة إلى أن يحمل عنهم الآخرون فكرة سلبية كالتي يحملونها عن أنفسهم.
- إن الأطفال الذي يحملون شعورا بأنهم فاشلون يدركون المكافـآت المعطــاة لهـم باعتبارهـا نـاتــجــة عن المصادفة أو الحظ وليست نتاجًا لعملهم وجهدهم، وتكون المكافآت مجديــة عندمـا يعـتقد الأطفال بأنهــا تعطي نتيجة لخصائص معينة موجودة لديهم أو نتــيجة لسـلوكهم، ويسمــى ذلك( مركــز الضـبط الداخلـيof locus Internal control ) فـيدرك الأطفــال وجــود علاقــة سـببيـة بـين سلوكهـم والمكــافــآت، ويــزداد الشعور بالضبــط الداخــلي ً وحرية. ّ عــادة مع زيـادة العــمر والإنجاز، إذ يطور الأطفال تدريجيًا مزيـدًا مـن الــثقة بالـذات ويشعرون بأنهم أكثر استقالا
- تشير الدراسات أن قرابة %95 من الناس يشكـون أو يقـللون مـــن قيــمة ذواتهــم وهــم بهـذا يدفعـــون الثــمن عمليًا في كل حقل يعملــون فيه، فهؤلاء الذين يقارنــون أنفسهم بالآخرين ويعتقدون أن الآخرين يعملون أفضل منهم وأنهم ينجــزون ما يسند إليهم بيسر، فهم بهذه النظرة يدمــرون ذواتهم ويقــضون على ما لديهم من قدرات وطاقات.
- السؤال الذي يطرح نفسه كيف يتطور مفهـوم الـذات ؟ يتطـور احــتـرام الـذات وينــمو ضـمــن حــياة الأفراد اليومية إذ نبني صورة أنفسنا من خلال تجاربنا مع الآخرين، وتلعب التجارب التي ارتبطت بالنجاح والفشل أثناء طفولتنا دورًا كبيرا خصوصـًا في تشكيـل احترامـنا لذاتــنا، ويتأثـر تطـور المفهـوم بطريقـة معاملتنا من قبل ّسينا والمسؤولين، ومن نظرائنا. أفراد عائلتنا ومدر
- إن مفهوم تقدير الــذات يتشكــل فـي مراحـل مبكـرة من عمر الطفل وقـد تبيـن أن األطـفاــل الـذين يظهرون ٍ تقدير ذات عال عاشوا في الأصل مع آباء وأمهات لديهم تقدير ذات عال فكان الأهل نموذجــًا لهم، وبالمقابل فإن المعلم نموذج للطفل فالتقدير العالي للذات عند المعلم ينعكس على الاطفال إيجابيًا من خلال النمذجة.
- ويواجه المعلم في المدرسة حالتين : الأولــى، طلـبة مفهومهـم لذاتهــم إيـجـابــي وهنـا فـإن لــــدى المعلم أساسا صلبًا ثابتًا ليبني عليه. أما الحالـة الثانـية فهم طلبة لديهم مفهـوم ذات سلبي وعــندها سيحتاج المعلـم لطـرق يطــور مـن خلالها مشـاعــر الطالب الإيــجــابـية نحو ذاتـه، إذن فالأصل فـي نشوء تقدير الذات يبدأ من البيت.